في أي حرب تعرضت أستراليا للقصف بالطائرات؟ أحد الناجين يروي تفاصيل ذلك اليوم المشؤوم

يصادف يوم السبت الذكرى الثمانين لقصف داروين، وفي ظل غياب الروايات المباشرة عن ذلك اليوم المشؤوم، يحاول المؤرخون ومجتمع Larrakia الحفاظ على الذكرى حية للأجيال القادمة.

Brian Winspear avaa sare zake zakijeshi

Brian Winspear alikuwa rubani katika jeshi la wanahewa wa Australia, wakati wa shambulizi dhidi ya Darwin. Source: Aneeta Bhole/SBS News

كان هذا أكبر هجوم شنته دولة أجنبية على الأراضي الأسترالية، وبالنسبة لبريان وينسبير البالغ من العمر 101 عاماً، فإن قصف داروين يبقى محفوراً في ذاكرته.


النقاط الرئيسية

  • يصادف يوم السبت الذكرى الثمانين لقصف داروين من قبل اليابانيين في الحرب العالمية الثانية
  • يتذكر طيار سابق في سلاح الجو الملكي الأسترالي الصدمة التي شعر بها عندما انهمرت عليه القنابل من السماء
  • قُتل حوالي 235 شخصاً ودُمرت 30 طائرة وأغرقت تسع سفن ودُمر العديد من المنشآت العسكرية والمدنية

وينسبير هو أحد قدامى المحاربين الباقين على قيد الحياة الذين كانوا في داروين عندما هاجمتها اليابان في 19 شباط/فبراير 1942.

يتذكر الطيار السابق في سلاح الجو الملكي الأسترالي الصدمة التي شعر بها عندما أدرك أن ما بدا وكأنه قصاصات من الورق تتساقط من السماء كانت في الواقع مئات القنابل المتساقطة كالمطر عليه.

يقول وينسبير: "ما زلت أرى وجوه الطيارين والشمس تلمع من القنابل المتجهة نحوي مباشرة".
The impact of the first air raid on ships in Darwin Harbour
The impact of the first Japanese air raid on ships in Darwin Harbour Source: Northern Territory Library
"كان هناك الكثير من الضوضاء، فقد جاءت طائرات Zero المقاتلة التي يستخدمها اليابانيون وقاذفات القنابل ودمرت طائرتنا".

"أفكر في ذلك كثيراً، كل شيء محفور كالوشم في عقلي".

كانت داروين بمرافئها ومطاراتها العسكرية تعتبر حيوية لدفاعات أستراليا ضد القوات اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية.

في ذلك اليوم، قبيل الساعة العاشرة صباحاً، شنت حوالي 188 طائرة يابانية غارة جوية مميتة على داروين، تلاها هجوم ثانٍ دمر السفن والمطارات وحوّل البلدة إلى أنقاض.

قُتل حوالي 235 شخصاً، وأصيب أكثر من 400 شخص، ودُمرت 30 طائرة، وأغرقت تسع سفن، ودُمر العديد من المنشآت العسكرية والمدنية.
Brian Winspear is 101 years old and is one of the last surviving veterans who was in Darwin when Japan attacked the tropical Top End capital.
Brian Winspear is 101 years old and is one of the last surviving veterans who was in Darwin when Japan attacked the tropical Top End capital Source: Aneeta Bhole
يقول وينسبير: "لم يطيروا مباشرة إلى داروين، لقد دخلوا وعادوا قادمين من الجنوب، لذلك لم يقلق أحد بشأنهم لأننا كنا متأكدين من أنهم قاذفات قنابل أميركية".

"بمجرد أن سقطت القنابل، خرجنا من الأدغال على بُعد حوالي 300 أو 400 ياردة في حالة عودتهم مرة أخرى".

رواية وينسبير هي واحدة من العديد من التي يسعى المؤرخون للحفاظ عليها، حيث بدأت الروايات المباشرة تتلاشى بعد مرور 80 عاماً.

الدكتور نورمان كرامب هو مدير متحف داروين العسكري ويقول إن الروايات التاريخية تكشف أن داروين كانت تفتقر للدفاعات وفيها عدد قليل من الجنود، وتعد مكشوفة بشكل كبير يوم وقع عليها الهجوم.
Darwin Military Museum
Darwin Military Museum's bombing of Darwin display Source: Aneeta Bhole
وأضاف: "مع مرور السنين، تبدأ الذاكرة الجمعية بالتلاشي، وهؤلاء الأشخاص الذين كانوا هنا في ذلك اليوم بالذات، ربما مات معظمهم".

"أعتقد أن هذا مهم، لأن الكثير من الناس ليسوا هنا ليرووا قصتهم، علينا نحن أن نروي لهم هذه القصص".

ويقول الدكتور كرامب إن الحفاظ على مثل هذه الروايات منح الأستراليين وزوارها من الخارج فهماً أفضل لدور إقليم الشمال خلال الحرب العالمية الثانية.
Director of the Darwin Military Museum Dr Norm Cramp said he'd like to preserve these memories
Director of the Darwin Military Museum Dr Norm Cramp said he'd like to preserve these memories Source: Aneeta Bhole
"يأتي الأستراليون إلى هنا ولا يعرفون شيئاً عن تعرض داروين للقصف. لدينا زوار دوليون يعرفون القليل عن ذلك".

"نحتاج لإخبار الناس بأن هذا حدث وأن نتأكد من عدم حدوثه مرة أخرى".

ظهور الرواة الجدد للقصص

شعب Larrakia هم الملاك التقليديون لمنطقة داروين.

ويقول ريتشارد فيجو الذي ينتمي لشعب Larrakia إن تقليد تناقل القصص كان شائعاً في مجتمعه.

"كانت والدتي تتحدث مع أجدادي عن قصصهم وتجاربهم" خلال الحرب.

"يمكنك أن تتخيل الرعب الذي واجهوه من خلال إخراج الجرحى من القوارب المحترقة والندوب وانتشال الجثث".
Indigenous people living in remote parts of Northern Australia assisted the war effort in surveillance and rescue.
Indigenous people living in remote parts of Northern Australia assisted the war effort in surveillance and rescue and share a history in the war effort Source: Australian War Memorial
ويقول فيجو إن جده وشقيق جده تم تجنيدهما كجنديين أثناء القصف.

"لقد كان حدثاً مروعاً لدرجة أنهم لم يتمكنوا من التخلص منه. نروي هذه القصص لأننا لا نريد أبداً أن نرى هذا يحدث في أستراليا مرة أخرى".

وأضاف: "بلادنا تحمل الجروح حتى اليوم. عندما كنت طفلاً كنا نتجول ونجد قذائف الرصاص والشظايا الفارغة".

"رؤية هذه الأشياء في بلدنا يخلق صدمة بين الأجيال، لهذا السبب نحاول إنشاء قصة للحفاظ على هذا التاريخ".

"أعتقد أنه جزء مهم من تغيير مسار التاريخ لأستراليا ، قول الحقيقة حتى يدرك الناس ما ندركه".
Mr Fejo's grandfather (R) and grandfather’s brother (L) had both been enlisted service men during the bombing
Mr Fejo's grandfather (R) and grandfather’s brother (L) had both been enlisted service men during the bombing Source: Supplied/Richard Fejo
يعتبر فيجو إن أرض Larrakia قد تم الاستيلاء عليها بالفعل، لكن الاعتراف بالماضي والتاريخ المشترك من شأنه أن يفسح المجال للمصالحة.

"كان هناك جنود من السكان الأصليين يقاتلون جنباً إلى جنب مع جنود من غير السكان الأصليين؛ لقد قاتلوا في الواقع كفرد واحد".

"من المهم أن تسمح لنا هذه القصص بالعيش كمجتمع موحد".

شارك
نشر في: 18/02/2022 11:00am
آخر تحديث: 18/02/2022 6:37pm
By Aneeta Bhole
تقديم: Nassif Khoury
المصدر: SBS News