قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لقناة "الحدث" السعودية مساء الأربعاء خلال زيارة إلى السعودية لبحث الحرب بين اسرائيل وحماس "قدمنا بالفعل مشروع قرار وهو معروض الآن أمام مجلس الأمن ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار مرتبط بالإفراج عن الرهائن، ونأمل بشدة أن يلقى دعما من الدول".
من جهة أخرى أعلنت حركة حماس الأربعاء أنها تلقت ردّا إسرائيليا "سلبيا" على مقترحها بهدنة لستة أسابيع.
وحل بلينكن في جدة غرب السعودية، على أن يزور الخميس مصر والجمعة إسرائيل، فيما تكثف واشنطن مع الدوحة والقاهرة جهود الوساطة سعيا الى هدنة بين إسرائيل وحماس.
وفي السعودية، التقى بلينكن نظيره السعودي وناقشا "الحاجة الملحة لحماية جميع المدنيين في غزة وزيادة المساعدات الإنسانية إليها على الفور"، وفق ما قال الناطق باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر.
وفي بيروت، قال القيادي في حماس أسامة حمدان في مؤتمر صحافي "نقل لنا الإخوة الوسطاء مساء أمس الثلاثاء موقف الاحتلال من المقترح الذي سلمته الحركة مساء الخميس 14 آذار/مارس، وهو ردّ سلبي بشكل عام ... ويتراجع عن موافقات قدمها سابقاً للوسطاء ونقلت إلينا عبرهم".
LISTEN TO

تعرفوا على الخدمة التي تمكنكم من شراء منزل في أستراليا دون الحاجة لدفعة أولى
SBS Arabic
10:03
وفشلت أطراف الوساطة في التوصل الى وقف لإطلاق النار قبل بدء شهر رمضان. لكن جولة مباحثات جديدة بدأت الأسبوع الماضي بناء على مقترح من حركة حماس يقوم في مرحلة أولى على هدنة لستة أسابيع مقابل الإفراج عن رهائن محتجزين لديها، وإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في إسرائيل.
وأكدت الخارجية القطرية الثلاثاء أن المباحثات تتواصل بين "الفرق الفنية".
الا أن حركة حماس اتهمت، على لسان رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، إسرائيل بالعمل على "تخريب" المفاوضات من خلال عمليتها المستمرة منذ فجر الإثنين في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه في مدينة غزة بشمال القطاع.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه أطلق العملية قبل ثلاثة أيام إثر ورود معلومات عن وجود عدد من قادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي في المجمع الطبي، وهو الأكبر في القطاع.
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي الأربعاء إن الهدف منها هو "عدم السماح لحماس بالسيطرة على مكان مماثل".
وفي المجموع، أوقف 300 مشتبه به هناك من بينهم عشرات المسؤولين، بحسب الجيش.
من جهتها قالت حماس إن "استمرار جرائم جيش الاحتلال في مجمع الشفاء الطبي (...) التي تجري داخله هو سلوك انتقامي صهيوني يعبّر عن الفشل الذي يواجهه هذا الجيش المهزوم العاجز عن تحقيق أي إنجاز أمني أو عسكري، أو تحقيق أي من أهدافه في قطاع غزة".
وأكدت وزارة الصحة التابعة لحماس أن بين المعتقلين "كوادر طبية ومصابين ومرضى" في المستشفى الذي اقتحمته القوات الإسرائيلية مرة أولى في تشرين الثاني/نوفمبر.
ومنذ توغل عشرات الدبابات والعربات المدرعة في الرمال والنصر وصولًا إلى تطويق مجمع الشفاء، تتعرض هذه الأحياء للقصف الذي حوّل عشرات المنازل إلى ركام وأرغم ساكنيها على الفرار. وتحدث شهود عن استمرار الاشتباكات لليوم الثالث في محيط المجمع.
وقال مكتب الإعلام الحكومي لحماس "الاحتلال يواصل لليوم الثالث عدوانه باقتحام مجمع الشفاء الطبي وتخريب كافة أقسامه وتجريف الساحات والممرات والأسوار، واعتقال واحتجاز المئات".
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل أن "الاحتلال أجبر عشرات المرضى وحالتهم صعبة على مغادرة مجمع الشفاء وقام مواطنون بنقلهم إلى المستشفى المعمداني في البلدة القديمة".
وسبق للجيش أن نفّذ عمليات في عدد من مستشفيات القطاع، متهمًا حماس بالاحتماء فيها. وتنفي الحركة ذلك.
وعبرت منظمة الصحة العالمية عن "قلق بالغ" من استهداف المستشفيات التي تعمل بالحد الأدنى من طاقمها وتعاني نقصا كبيرا في المستلزمات الأساسية.
ولا تكفّ هيئات الإغاثة والأمم المتحدة عن التحذير من خطر المجاعة في القطاع حيث يقيم نحو 2,4 مليون نسمة.
وعشية زيارته قال بلينكن إن كل سكان غزة يعانون من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد "وهي المرة الأولى التي يتم فيها تصنيف شعب بأكمله على هذا النحو".
وعن دخول المساعدات، قال إن "ذلك يؤكد فحسب أهمية وضرورة أن يكون ذلك الأولوية"، مضيفا "نحتاج للمزيد ولأن يكون ذلك مستداما، ونريد أن يكون ذلك أولوية إذا أردنا الاستجابة بفاعلية لاحتياجات السكان".
وحذّر تقرير أعدته وكالات متخصصة في الأمم المتحدة من أنه من دون زيادة المساعدات وتنظيم توزيعها، ستضرب المجاعة 300 ألف شخص في شمال غزة خلال أسابيع.
وقالت الأمم المتحدة الثلاثاء إن القيود الصارمة جدا التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات إلى القطاع واحتمال استخدامها التجويع كسلاح، "يمكن أن تشكل جريمة حرب".
وتتحكم إسرائيل بدخول الأشخاص والمساعدات إلى القطاع الذي أحكمت حصارا تفرضه عليه منذ 2007 مع سيطرة حماس على السلطة فيه.
وحضّت الولايات المتحدة إسرائيل على السماح للمفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) فيليب لازاريني بدخول القطاع، بعد منعه من ذلك.
LISTEN TO

فيسبوك يحتفل بعيده العشرين ويعيد إحدى الميزات القديمة. فما هي؟
SBS Arabic
07:51
وقال لازاريني الثلاثاء في القدس "في الواقع، يعتمد جميع سكان غزة اليوم على المساعدات الغذائية، لكن أكثر من نصف السكان اليوم هم عند ما يسمى مستوى حرج من الجوع".
ورأى أن "العائق الرئيسي" أمام المساعدات "هو غياب الإرادة السياسية".
واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر عقب هجوم شنّته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل ما لا يقلّ عن 1160 شخصا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة.
وردّت إسرائيل بحملة قصف مركّز أتبعتها بهجوم برّي واسع، ما أسفر عن مقتل 31923 شخصًا وإصابة 74096 بجروح، غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
وتقدّر إسرائيل أنّ نحو 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، من بينهم 33 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين نحو 250 شخصا اختطفوا في هجوم حماس.
وفي كندا، أفاد مسؤول حكومي أن أوتاوا ستوقف تصدير الأسلحة لإسرائيل، موضحًا أن "الوضع على الأرض يمنعنا من تصدير أي معدات عسكرية".
وندد وزير الخارجية الإسرائيلي بالقرار، معتبرا أن "التاريخ سيحكم على تصرف كندا الراهن بقسوة".