بعد ان قضى حوالى نصف الحكم بالسجن الذي مدته 20 عاما لدوره فى تفجيرات بالي ينتظر الان الرجل الاندونيسى عمر باتيك إطلاق سراحه ويدعي أنه لم يعد متطرفا.
كان عمر جزءا من الجماعة الاسلامية المتطرفة المرتبطة بالقاعدة فى عام 2002 عندما فجر اعضاؤها ثلاث قنابل مما اسفر عن مصرع 202 شخص.
أدين عمر بالقتل وصنع القنابل في عام 2012 لدوره في الهجوم.
في مقطع فيديو تم حذفه تم نشره مؤخرًا على قناة يوتيوب التابعة لسجن بورونغ ادعى عمر أنه يريد تشجيع الآخرين على نبذ التطرف بمجرد إطلاق سراحه.
Of the 202 people who died in the bombings, 88 were Australian. Source: AAP / Made Nagi
ولكن هل من الممكن لشخص مدان بمثل هذه الجرائم أن يتغير؟
الطريق إلى التطرف
يقول بن ريتش مدير شبكة أبحاث التطرف بجامعة كورتين إن العديد من الأشخاص الذين أصبحوا متطرفين يشعرون أنهم جزء من مجتمع يعاني من التدهور.
يضيف ريتش: «إنهم يشعرون أن الوسائل الطبيعية للسياسة - الوسائل الديمقراطية التي نقبلها كجزء صحي من الديمقراطية الليبرالية مثل الاحتجاج السياسي وعرض الأفكار - لم يعد يُنظر إليها على أنها وسائل مشروعة لتحقيق أهدافهم السياسية».
«لقد بدأوا ينظرون إلى السلوك المتطرف وحتى السلوك العنيف في بعض الحالات على أنه وسيلة مشروعة يمكنهم من خلالها معالجة هذه المظالم والمخاوف».
يقول الدكتور ريتش إن هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يبحثون عن مجموعة يتم فيها تعزيز مظالمهم.
الدكتور كلارك جونز زميل باحث أول في كلية أبحاث علم النفس في الجامعة الوطنية الأسترالية يقول أن التطرف غالبًا ما يتم الخلط بينه وبين معتقدات شخص والتي لا تكون دائمًا المحرك الوحيد.
وقال إنه غالبا ما يكون هناك عدد من العوامل المساهمة.
وبصفته مستشارا لدى مكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة، فإن الكثير من عمله يتم في الفلبين، حيث قال إن الكثير من دوافع الناس الذين يتحولون إلى التطرف العنيف هي دوافع اجتماعية واقتصادية.
وقال: «لقد قابلت مرة مجرما يبلغ من العمر 17 عاما بعد حصار مراوى فى الفلبين وانضم ببساطة الى الارهاب لانه يدفع اكثر من زراعة الارز».
Ben Rich, senior lecturer in international relations and history and co-director of Curtin University’s Extremism Research Network.
كيف يمكن للزواج عكس التطرف
قال الدكتور ريتش إن هناك عددًا من الأساليب المستخدمة لمحاولة وقف التطرف عند الأشخاص الذين ارتكبوا أعمالًا إرهابية.
وقال إن النهج الفردي من المرجح أن يخلق التغيير.
يقول ريتش: «في كثير من الأحيان، ما نراه مع الأشخاص الذين يصبحون متطرفين، يكونون منعزلين للغاية داخل مجتمعاتهم، ونتيجة لذلك، فإن هذا النوع من النهج الهيكلي يتعلق أكثر بإعطائهم إحساسًا بأن لديهم نوعًا من المصلحة في المجتمع نفسه وأن العنف ليس وسيلة مشروعة لمعالجة هذه المخاوف."
وقال: «ان هذا يمكن ان يكون بطرق بسيطة للغاية مثل إشراكهم فى الاندية الرياضية والحصول على وظائف او تدريبهم».
«في أماكن مثل المملكة العربية السعودية، كانت إحدى الحالات تتعلق بالزواج فعليًا، لأن هذه الفكرة، إذا كنت متزوجًا ولديك عائلة، فسيكون من الصعب عليك تبرير الخروج والانخراط في عمل إرهابي».
طريقة أخرى هي تحدي أفكار الشخص في محاولة للتأثير على طريقة تفكيره.
لماذا لا تكون فعالة بنسبة مائة في المائة
مجال مكافحة التطرف العنيف هو مجال جديد نسبيًا لذلك لا توجد دراسات واسعة النطاق تقدم معدلات نجاح قابلة للقياس الكمي.
يقول الدكتور جونز إنه من الممكن تقليل فرص ارتكاب شخص ما لجريمة عنيفة مرة أخرى في المستقبل.
Dr Clarke Jones, senior research fellow at the Research School of Psychology at the Australian National University. Source: Supplied
«لذلك عندما يقول الناس هل يمكن وقف التطرف؟ أقول أن هذا لا يعمل بنسبة مائة في المائة،».
يقول ريتش إنه يمكن زيادة احتمالية الحد من الجرائم من خلال إدراج العائلات الداعمة في عملية إعادة التأهيل ومن خلال البرامج التي يمكن أن تجعل الجناة يشعرون أنه هناك أمل فيهم.
التهديد في أستراليا
يقول الدكتور ريتش إنه في حين أن التطرف الديني الذي غذى أولئك الذين يقفون وراء تفجيرات بالي لم يختف فإن الحركات الجهادية شهدت تغييرًا.
ويضيف: «هناك مجموعات تقول اساسا إنها تستطيع العمل وتحقيق اهدافها محليا دون أن تقفل بالضرورة قنوت التواصل مع الغرب».
ويقول الدكتور ريتش إنه في الدول الغربية بما في ذلك أستراليا التهديد الإرهابي الآن يأتي من التطرف اليميني.
يمكنكم أيضًا مشاهدة أخبار في أي وقت على SBS On Demand.
