أعلنت أذربيجان الأحد أن قواتها انتزعت مدينة شوشة الاستراتيجية في ناغورني قره باغ، في حين نفت أرمينيا الأمر لكنها أقرّت بأن القتال لا يزال مستمرا للسيطرة عليها.
ويُشكل انتزاع شوشة في حال تأكد انتصاراً كبيراً لأذربيجان بعد ستة أسابيع من المعارك في ناغورني قره باغ، المنطقة ذات الغالبية الأرمنية التي انفصلت عن أذربيجان في تسعينات القرن الماضي.
وتقع المدينة على رأس تلة على بعد 15 كلم فقط عن ستيباناكرت، عاصمة ناغورني قره باغ، وعلى طريق رئيسي يربط الجمهورية غير المعترف بها دولياً بأرمينيا، الداعمة للانفصاليين الذين يقاتلون من أجل استقلال قره باغ.

Azeri people celebrate the claimed recapture of the city of Shusha by Azerbaijani troops. Source: EPA
وللمدينة قيمة رمزية بالنسبة للأذربيجانيين الذين يعتبرونها أحد مراكزهم الثقافية المهمة. وكان معظم سكانها أذربيجانيين حتى أواخر الثمانينات، رغم وجود الأرمن أيضاً فيها.
وفي الأيام الأخيرة، تحدث المعسكران عن معارك عنيفة في محيط شوشة في وقت سيطرت أذربيجان على أجزاء مهمة من أراضي قره باغ خصوصاً في الجنوب.
وقال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في خطاب متلفز للأمة الأحد:
"بكثير من الفخر والسعادة، أبلغكم بأنه تم تحرير بلدة شوشة".
وأضاف "مسيرة التحرير مستمرة وسنواصل حتى النهاية، وتحرير المناطق المحتلة"

In this handout photo provided by the Azerbaijan's Presidential Press Office, Azerbaijani President Ilham Aliyev gestures as he addresses the nation in Baku. Source: Azerbaijan's Presidential Press Office
في المقابل، نفت أرمينيا تصريحات الرئيس علييف، و أكد المسؤول في وزارة الدفاع الأرمينية أرتسرون هوفهانيسيان على تويتر أن "القتال متواصل في شوشة، حيث تستخدم اذربيجان اليوم "قوات جديدة وعديدة".
وأضافت الحكومة أنه "رغم الأضرار الجسيمة، صمدت المدينة المحصنة ضد ضربات العدو".
وقال هوفهانيسيان "غدا، بعون الله، ستنتهي معركة شوشة. نحن أفضل من الناحية التقنية، نحن الآن قادرون على تحييد الميزة التكنولوجية للعدو"
"نحن نقاتل في وطننا والشتاء آت!".
وكانت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان كتبت في وقت سابق في تغريدة "خلال الليل، جرى أعنف قتال في محيط شوشة".
وقبيل إعلان علييف، أفادت الحكومة الأرمينية على تويتر عن "تواصل القتال العنيف والحاسم من أجل شوشة" واصفة انتزاع البلدة بأنه "حلم لا يمكن لأذربيجان أن تحققه".
في باكو عاصمة أذربيجان، خرج الكثير من السكان إلى الشوارع بعد خطاب علييف للاحتفال باستعادة السيطرة على المدينة. وصدحت أصوات أبواق السيارات في أجواء العاصمة فيما خرج عدد من الأذربيجانيين من نوافذ سياراتهم حاملين أعلام بلدهم.
والمعارك الأخيرة هي الأعنف منذ عقود وأودت بأكثر من 1250 شخصاً بينهم مدنيون، إلا أن عدد الضحايا يُرجّح أن يكون أعلى بكثير، إذ إن أذربيجان لا تعلن عن خسائرها في صفوف الجنود.
وفشلت عدة محاولات لوقف إطلاق نار برعاية موسكو وباريس وواشنطن التي تتشارك رئاسة مجموعة مينسك المكلفة منذ عام 1994 إيجاد حل للنزاع.