افترضت الميزانية الفيدرالية التي أعلن عنها أمس حصول الأستراليين على لقاح كوفيد-19 خلال عام 2021.
وهذا الجدول الزمني يعد ممكنا، وفقا للعاملين في الخطوط الأمامية لتطوير اللقاح. كما يعزز هذه الفرضية نُشر في أوائل أكتوبر عبر فيه 28 خبيرا أميركيا وكندا عن اعتقادهم بإمكانية الحصول على لقاح كوفيد-19 خلال هذا الوقت.
وخلال الاستطلاع، لم يكونوا متفائلين بأن اللقاح سيكون متاحًا قبل منتصف عام 2021، لكنهم اعتقدوا أنه يمكن التوصل إلى إنتاج لقاح خلال سبتمبر أو أكتوبر 2021. ومع ذلك ، اعتقد الكثيرون أن الأمر قد يستغرق حتى يوليو 2022.
كما اعتقدوا أنه يمكن التوصل للقاح بحلول مارس أو أبريل 2021 للأشخاص المعرضين لخطر كبير مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية.
ولكن في ظل هذا السيناريو، من المحتمل أن يضطر البالغون الأصحاء إلى الانتظار لفترة أطول.
هل سنقضي على الوباء؟

The Australian government has signed a deal with AstraZeneca for the supply of a COVID-19 vaccine. Source: Getty Images/AAP
حتى لو حصلنا على لقاح ناجح ، فلن يمثل ذلك بالضرورة نهاية فورية للوباء و قد يكون اللقاح فعالا بنسبة 60-70 بالمئة فقط، ما يعني أن انتقال العدوى لن يتوقف تماما.
و هذا يعني أنه يتعين علينا قبول حقيقة أن إجراءات الصحة العامة لن تختفي قريبا وسيظل التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات، وتتبع الاتصال، والقيود المفروضة على التجمعات وأماكن العمل جزءًا من حياتنا لبعض الوقت في المستقبل.
تحتاج الحكومات ووسائل الإعلام إلى البدء في توصيل هذا إلى الجمهور ، بدلاً من الاعتماد على ترويج فكرة الحصول على اللقاح.
إرادة سياسية غير مسبوقة
عادةً ما تستغرق اللقاحات من خمس إلى عشر سنوات لتصبح في متناولك. ومن أسرع اللقاحات التي تم تطويرها على الإطلاق كان لقاح عدوى فيروسية تسمى النكاف في أقل من خمس سنوات.
كما تم تصنيع لقاح للإيبولا في حوالي خمس سنوات. ظاهريا، قد تضعف هذه التجارب السابقة توقعاتنا بشأن قدرتنا على صنع لقاح ناجح لـكوفيد-19 في غضون عام أو عامين فقط.
ومع ذلك، يتم ضخ موارد غير مسبوقة لتطوير لقاح كوفيد1-19 حيث يعد التمويل المتاح وعدد المشاركين والباحثين المشاركين في تطوير اللقاح أكثر من أي موارد خصصت للقاح سابقًا. من جهتها، تتابع منظمة الصحة العالمية أكثر من 190 لقاحا مرشحا في مراحل مختلفة من التطوير.
اعتماد اللقاح تفصيل بسيط
يعتقد الكثيرون أنه بمجرد اعتماد لقاح سينتهي الوباء. ولكن هناك حاجة إلى إنتاج كافٍ لتطعيم الجميع في أستراليا، الأمر الذي يستغرق وقتا.
علاوة على ذلك، لتقليل مخاطر استيراد الفيروس، أو إذا أردنا السفر إلى الخارج مرة أخرى، فقد تكون هناك حاجة لضمان تنفيذ برامج لقاح قوية لكوفيد-19 على مستوى العالم , وهذا يتطلب ما يقرب من 16 مليار جرعة، وربما أكثر عند حساب فقدان المخزون، والمشاكل اللوجستية وما إلى ذلك. كما سيستغرق الأمر أيضًا وقتًا لاختبار دُفعات اللقاح الجديدة ومراقبة سلامة لأولئك الذين حصلوا على اللقاح.
وقد يحتاج الأستراليون إلى كبح جماح حبهم للسفر لبضع سنوات. وربما يجب أن نفكر في السفر محليا وأن ندعم الشركات المحلية، بدلاً من السفر إلى بلاد أخرى.
ويبقى التحدي الأكبر تلقيح الجميع.
د.هولي سيل محاضرة أولى في كلية الصحة العامة وطب المجتمع بجامعة نيو ساوث ويلز والمديرة المشاركة لبرنامج الماجستير في مقرر ذكاء الأمراض المعدية.
تحصل د.سيل على تمويل من NHMRC. كما تلقت تمويلا للمشاركة في مؤتمرات وورش عمل وبرامج خاصة بشركات مثل (bio-CSL / Sequiris و GSK و Sanofi Pasteur).