تنبأت مديرة الاستعداد في وزارة الدفاع شيريل دورانت ومجموعة من قادة الصناعة الأسترالية بسيناريو مشابه لما تمر فيه البلاد حاليا بشكل لافت للنظر، في اجتماع سري حصل قبل عام واحد فقط.
وقالت السيدة دورانت التي تركت عملها في الوزارة في يناير لشبكة الـ ABC: "توقعنا ما لا يمكن التنبؤ به".
"كنا نعرف المشاكل، وعلمنا أن الوضع الحالي يلوح في الأفق، وعلمنا أن هناك أشياء مختلفة يجب القيام بها."
وحصلت شبكة الـ ABC على التقرير السري الذي تم إعداده لوزارة الدفاع قبل عام واحد فقط من تفشي وباء COVID-19، والذي يقدم توقعات لنقاط ضعف أستراليا في ظل أزمة عالمية.
وتحدثت السيدة دورانت عن التوقعات بعد أن أنهت مسيرتها المهنية في وزارة الدفاع التي استمرت لمدة 30 عامًا لأنها تعتقد أنه من واجبها إقناع أستراليا بالاستعداد لعالم يعاني من عدم الاستقرار بشكل متزايد.
وتقول: "لقد نظرت إلى الوضع العالمي". "لا فائدة من الجلوس في مخبأ في مكان ما في كانبيرا - إنه وقت أزمة."

A Public Health environmental health officer, NT Police officer and an Australian Defence Force member check in on those self isolating. Source: NT NEWS
وتضيف إن المخاطر التي تهدد أستراليا تتزايد مع تفاقم التهديدات الرئيسية للاستقرار العالمي و من ابرزها تغير المناخ، والتوترات بين الولايات المتحدة والصين، وصعود الحكومات القومية في عدد من الدول
التقرير، الذي كلفت السيدة دورانت باعداده من أجل التخطيط لمواجهة التهديدات المحتملة، يضع جدولًا زمنيًا لكيفية انهيار الخدمات الأساسية الأسترالية في غضون ثلاثة أشهر فقط إذا أدت ازمة كبيرة الى تشديد الضغوط على التجارة العالمية، مما سيتسبب في عواقب أكبر من تلك المرتبطة COVID-19
وقالت: "إذا كنت تعتقد أن أزمة COVID بمثابة اختبار تجريبي، فمن المهم بالنسبة لنا أن نتعلم من هذه التجربة".
وتنبأ تقرير Engineers Australia بتأثير الدومينو الكارثي على أستراليا إذا تعطلت التجارة بشدة. ووفقاً للتقرير، فإن أول المتأثرين بعد قطاع الرعاية الصحية سيكون قطاع الصرف الصحي، مما سيخلق خطرًا آخر من الأمراض. وتقول إن أنظمة معالجة المياه والصرف الصحي قد تبدأ في الفشل في غضون أسبوع مع نفاد المواد الكيميائية المستوردة .
ولا توجد علامة أوضح على مدى جدية استيعاب الحكومة الفيدرالية للمخاطر التي تواجها أستراليا أكثر من صدور قرارها في الأسبوع الماضي بتغيير نهجها الذي سارت عليه لسنوات والاستثمار في مخزون الوقود.

People in queues outside the Centrelink office in Southport on the Gold Coast. Source: AAP
وتسعى الصناعات والحكومات الأسترالية الآن للاستعداد في حالة تعرض المزيد من سلاسل التوريد للتهديد بسبب التداعيات الاقتصادية العالمية الناجمة عن فيروس كورونا.
وبصفتها مديرة الاستعداد والتعبئة في وزارة الدفاع، خططت دورانت لسيناريوهات الرعب التي من شأنها أن تبقي معظم الأستراليين مستيقظين خلال الليل.
وطلبت إجراء مراجعة تاريخية في العام الماضي على خطة وزارة الدفاع، - أول ما يُطلق عليه مراجعة التعبئة منذ الحرب الباردة - للتحضير لما خلصت إليه الوزارة من أزمة عالمية محتملة بشكل متزايد.
"لقد رأينا ثلاثة احتمالات رئيسية نتيجة للوضع الحالي: الآثار المتزايدة والمتصاعدة لتغير المناخ والكوارث الطبيعية ؛ الصراع العالمي على السلطة ، ربما بين أمريكا والصين ؛ وأخيرًا جائحة وبائية - مع معدل وفاة أكبر بكثير مما نحن عليه مع أزمة. COVID".
"نظرت المراجعة في القضايا الكبرى، مثل خوض حرب ، هل لدينا ما يكفي من الوقود؟ هل لدينا ما يكفي من الطاقة؟

China's Threats to Australia. Source: iStockphoto
"هل يمكن لسلاسل التوريد الوطنية وبنيتنا التحتية الوطنية ان تدعم جهود الدفاع في حالة حرب أو أي أزمة أخرى؟"
وللإجابة على أسئلتها، جمعت السيدة دورانت 17 مهندساً بارزاً من قطاعات الصناعات الرئيسية في أستراليا لمعرفة ما إذا كانت إمدادات أستراليا قادرة على دعم البلاد خلال أزمة طويلة، لو تعطلت سلاسل التوريد العالمية بشدة.
ووضع التقرير النهائي لـ Engineers Australia، الذي حصلت عليه ABC ، جدولًا زمنيًا تقشعر له الأبدان لكيفية تعطل الخدمات الأساسية في أستراليا في أزمة عالمية غير محددة.
في حين أن المجموعة لم تنظر إلى جائحة وبائية على وجه التحديد، كانت بعض التوقعات دقيقة بشكل مخيف.
ووفقًا للتقرير، "قدمت ورشة العمل النصيحة الشاملة بأنه وفي السيناريو الذي تم تقديمه، ستعاني أستراليا من اضطراب هائل في غضون أسبوع واحد بسبب فقدان الوظائف، وعدم الارتياح الاجتماعي، والتهافت للتخزين [العام والصناعي]."
ومع استيراد 90 بالمئة على الأقل من الإمدادات الطبية المتخصصة في أستراليا، وجد التقرير أن الأدوية المتخصصة "قد يتم استنفادها في غضون أيام"، مع "تداعيات شديدة على الصحة العامة."

(The New York Times)
في غضون أسبوعين، مع تقييد المعدات الطبية المستوردة، "سيتدهور قطاع الرعاية الصحية."
وبالنسبة للسيدة دورانت، كان التقرير دليلاً على أنه كان من الممكن أن تكون الحكومات الأسترالية مستعدة بشكل أفضل عندما أصابت تداعيات الوباء المستشفيات في البلاد ومحلات السوبر ماركت وقوائم انتظار سنترلينك.
وللاستعداد لأي تهديد، تحث السيدة دورانت الأمة على الاستثمار في الصمود، بدءًا من سلسلة من الخطوات: حصر شامل للإمدادات الأساسية في أستراليا، ووضع نماذج تفصيلية لسلاسل التوريد لدينا واتخاذ القرارات المتعلقة بتحديد القدرات التي يجب على أستراليا تأسيسها محليًا."