"ما الحياة؟ لماذا تستحق العيش": أطفال أستراليون يعانون من ميول انتحارية بعد سنوات في المخيمات السورية

في إحصائية صادمة، يموت نحو طفلان في مخيمي الهول والروج كل أسبوع لأسباب يمكن الوقاية منها مثل سوء التغذية والأمراض، فضلاً عن الحرائق التي تجتاح تلك المخيمات أحيانًا، كما وقعت أكثر من 17 جريمة قتل في المخيمين حتى الآن في العام الحالي

Kamalle Dabboussy visited the Al Hol camp in Syria.

Kamalle Dabboussy visited the Al Hol camp in Syria two years ago and reunited with his daughter and grandchildren. Source: Supplied

تقول منظمة "أنقذوا الأطفال" إن الشيء الوحيد الذي يمنع الحكومة الفيدرالية من إعادة الأطفال الأستراليين العالقين في مخيمات اللاجئين في شمال شرق سوريا هو غياب الإرادة السياسية.


النقاط الرئيسية

  • ميول وافكار انتحارية ترواد الأطفال الاستراليين في المخيمات السورية بعمر سبع سنوات
  • أربعون ألف طفل يقبعون في مخيمات سوريا تحت ظروف معيشية غير إنسانية
  • غياب الإرادة السياسية للحكومة الأسترالية هو السبب في معاناة الأطفال وعدم إعادتهم إلى ديارهم

على مدار العامين الماضيين، كان منزل عائشة البالغة من العمر سبع سنوات بمثابة مخيم اعتقال قسري في منطقة شمال شرق سوريا حيث تعيش الفتاة الأسترالية مع شقيقيها الاصغر سنا في مخيم الروج والذي يضم نحو 1,710 طفل اخرين تحت ظروف في غاية القسوة.

وتقول عائلتها المقيمة بسيدني أن عائشة تعاني من ظروف معيشية صعبة للغاية، حيث تفترش الأرض الإسمنتية الباردة، وفي بعض الاحيان تغتسل بكيس بلاستيكي أو زجاجة ماء بالإضافة إلى عدم تلقيها الحد الادنى من التعليم والرعاية الصحية، حيث تم خلع أحد أسنانها بدون تخدير كما أصيبت بتلف في أعصاب القدم جراء نزع قطع من الزجاج، كما أصيبت بالعديد من الالتهابات نتيجة لتلك الظروف.
Kamalle Dabboussy's two grandchildren are detained at the al-Hol camp
Kamalle Dabboussy's grandchildren when they were detained at the Al Hol refugee camp in north-eastern Syria. Source: Supplied
ووفقا لجدها السيد كمال دبوسي المقيم بسيدني في تصريح له لقناة أس بي أس إن "عائشة قد عبرت عن ميول انتحارية وأفكار لتشويه وإيذاء النفس".

تتساءل عائشة "ما هي الحياة؟ لماذا تستحق الحياة أن تُعاش إذا كنا نعيش هنا؟".

وأضاف الدبوسي أنه كلما ظل أحفاده هناك سيزداد الوضع سوءاً، وقال "هذا عبث، إنهم مواطنون أستراليون ويجب عليهم العودة إلى أرض الوطن".

حتى هذه اللحظة، هناك حوالي أربعون ألف طفل في مخيمي الروج والهول، من بينهم نحو 47 طفلاً أسترالياً، هم أبناء اللاجئين الذين علقوا في الخارج في خضم الصراع الدائر مع تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في سوريا، حيث قامت الحكومة الأسترالية بإعادة 8 أطفال أستراليين فقط من تلك المخيمات.

من جانبها، ترى الحكومة الأسترالية أن القضية أكثر تعقيداً، حيث أعربت عن قلقها من أن النساء في تلك المخيمات من الممكن أن يكون لديهن أراء متطرفة مع الأخذ في الاعتبار أن بعضا منهن قد كانوا بالفعل زوجات سابقات لمقاتلي تنظيم داعش.

وبينما يرى الدبوسي أن إدعاءات الحكومة في غير محلها، ذكر بأن ابنته مريم وأطفالها الثلاثة تم حصارهم في المخيم وبعدها تم إجبارها على السفر إلى سوريا في عام 2015 وقال: "تم نقلها عبر الحدود السورية تحت تهديد السلاح، لم تذهب إلى هناك بإرادتها، لقد وجدت نفسها تحت الأمر الواقع، لقد كان اسمها مسجلاً في السجلات العامة لمدة عامين أو أكثر ولم تقم الحكومة الاسترالية يأي شيء حيال هذا الأمر".
A supplied undated video screenshot obtained Saturday, March 6, 2021 shows a general view of the Al Roj camp in northeast Syria. (AAP Image/Supplied by Save the Children) NO ARCHIVING, EDITORIAL USE ONLY
A supplied undated video screenshot obtained Saturday, March 6, 2021 shows a general view of the Al Roj camp in northeast Syria. Source: Save the Children
من ناحية أخرى، تقول منظمة أنقذوا الأطفال أنه من الخطأ تعميم لقب "عرائس داعش" على كافة النساء في تلك المخيمات، حيث أن بعضهن قد تواجدن تحت حكم تنظيم داعش بدون قصد، في حين أن البعض الآخر كانوا من الطائفة اليزيدية والتي تم أسرها من قبل التنظيم.

وأعربت المنظمة عن قلقها الشديد بشأن تعرض الأطفال لعقوبات ظالمة على أفعال ذويهم، وعلق السيد بول رونالدز، الرئيس التنفيذي لمنظمة أنقذوا الأطفال في أستراليا قائلاً: "هذا منافٍ للقيم الأسترالية، أعيدوا هؤلاء الأطفال إلى أستراليا وامنحوهم الدعم الكافي من الرعاية الصحية والتعليم".

وأضاف: "هؤلاء الأطفال هم مسؤولية أستراليا وعلى الحكومة أن تتحمل تلك المسؤولية".
وأعرب السيد دبوسي عن حزنه قائلاً: "هذا الأمر مؤلم حقاً، حيث أن هناك حوالي 40 أستراليا قد سبق لهم السفر لسوريا والعراق لدعم تنظيم داعش وتمكنوا من العودة إلى ديارهم، بينما لا تستطيع النساء والأطفال القيام بذلك".

وأضاف: "يبدو أن الحكومة الاسترالية قلقة من الخطورة المحتملة التي قد تشكلها تلك النساء في حين أن الرجال لا يواجهون نفس المستوى من التحريات والبحث الدقيق، وهو أمر لايصدق!".

ويشعر السيد الدبوسي بأن الوقت ينفد وأن على الحكومة الأسترالية التحرك بسرعة لإنقاذ أرواح هؤلاء الأطفال.


شارك
نشر في: 24/09/2021 3:15pm
By Rashida Yosufzai
المصدر: SBS News