سجلت أسعار النفط ارتفاعا بأكثر من 10 في المئة صباح اليوم بعد الهجمات التي استهدفت منشآت نفطية تمتلكها شركة آرامكو، أكبر منتج للنفط في العالم. وأدت تلك الهجمات إلى خفض الإنتاج العالمي من النفط بنسبة خمسة في المائة على الأقل. وجاءت التحذيرات من أن مستهلكي الوقود في كل مكان بما فيها أستراليا سيشعرون بانعكاس هذا التصعيد على حياتهم اليومية.
لكن وزير الطاقة الفيدرالي أنجوس تايلور قال إنه لا يعتقد أن الهجمات في السعودية ستؤدي إلى رفع أسعار الوقود محليا. وقلل تايلور من احتمالية أن تتأثر أستراليا بحرب تكسير العظام في الشرق الأوسط.
وقال تايلور لشبكة ABC "من الواضح أنه لا يوجد تهديدا فوريا لإمداداتنا من النفط." وأضاف "هناك وفرة من المخزون التجاري للنفط عالميا، وهذا هو المفتاح الذي يجعلنا متأكدين من أن هذا الموقف يمكن إدارته بأقل قدر ممكن من التأثير."

Labor has referred Angus Taylor to the NSW police over an allegedly false document provided to a newspaper. Source: AAP
من جانبه، قال خبير الاستثمار الأسترالي سكوت فيليبس إن المستهلكين يجب أن يتوقعوا صعودا في أسعار الطاقة أسوة بباقي دول العالم المتقدم. وقال فيليبس "النفط هو أكثر سلعة تجارية يتم تداولها عالميا، لذا أن نتصور أننا في أستراليا لن نشعر بصدمة الأسعار أمر غير منطقي."
وأضاف "خلال وقت قصير للغاية سنشعر بتأثير الأسعار المرتفعة عند مضخة البنزين."
وسجلت أسعار الوقود ارتفاعا بنسبة 12 دولار في البرميل. وطبقا لجيوف تروتير المدير العام لشركة FuelTrac فإن هذا يعني زيادة 10 إلى 12 سنتا في عموم أستراليا. وقال تروتير "هناك احتمالية أن يضيف بائعو التجزئة زيادة أكبر من الزيادة الناجمة عن تلك الحادثة. لذا فهناك احتمال أن يتعرض أصحاب السيارات للاحتيال."

Cars in Australia Source: AAP
وأضاف "سعر بيع الجملة الحالي 1.30 دولار لكل ليتر، لذا أصحاب السيارات الذين يدفعون 1.40 دولار لكل ليتر يحصلون على أفضل سعر موجود."
رد أمريكي سعودي
وكان الرئيس الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن أن بلاده "على أهبة الاستعداد" للردّ على الهجوم الذي استهدف البنية التحتيّة النفطيّة السعوديّة، بعد أن حمل وزير خارجيته مايك بومبيو إيران المسؤولية عن الهجوم.
وقال ترامب على تويتر "إمدادات النفط في السعوديّة تعرّضت لهجوم. هناك سبب يدفعنا إلى الاعتقاد بأنّنا نعرف المُرتكب، ونحن على أهبة الاستعداد للردّ بعد التحقّق الملائم، كما ننتظر من المملكة (السعوديّة) أن تُخبرنا مَن تعتقد أنّهُ سبب هذا الهجوم، وكيف يجب أن نمضي قدمًا".
وأعلن ترامب أنّه أجاز استخدام نفط الاحتياطي الأميركي الاستراتيجي بعد أن تسبّبت الهجمات على منشآت أرامكو بخفض إنتاج النفط الخام في السعودية إلى النصف. وكثّفت السعودية الجهود لإعادة تشغيل المنشأتين النفطيّتَين اللتين تعرّضتا لهجمات بطائرات مسيّرة، في وقت رفضت إيران اتّهام واشنطن لها بالوقوف وراء العمليّة.
وتبنّى الهجوم حركة أنصار الله الحوثية التي تخوض حربا دامية ضد التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن. ووجهت الحركة ضربات قبل ذلك لمنشآت سعودية حيوية لكن تلك الضربة غير مسبوقة من حيث الحجم والأهداف، إذ تسبّبت بتوقف ضخّ كمّية من إمدادات الخام تقدر بنحو 5,7 مليون برميل يومياً، أي ما يعادل قرابة ستة بالمئة من إمدادات الخام العالمية ونحو نصف إنتاج المملكة.
وتسببت الهجمات في اندلاع النيران في معمل بقيق أكبر منشأة في العالم لمعالجة النفط، ومعمل خريص المجاور الذي يضمّ حقلاً نفطيًا شاسعًا.
وتراقب الأسواق عن كثب مدى قدرة المملكة، التي تعد أكبر مصدّر للنفط في العالم، على إعادة هذا القطاع إلى مساره الطبيعي. وقال الرئيس التنفيذي لأرامكو أمين ناصر أنّ العمل جار لاستئناف الإنتاج بطاقته الكاملة.

صورة بالأقمار الصناعية تظهر حجم الدمار في المنشآت النفطية السعودية حيث أصابت الطائرات المسيرة نحو 17 نقطة في البنية التحتية لمعملي بقيق وخريص Source: U.S. government/Digital Globe via AP
بدوره، أفاد وزير الطاقة السعودي الجديد الأمير عبد العزيز بن سلمان أنّ المملكة ستلجأ لمنشآتها الضخمة لتخزين النفط المخصّصة لأوقات الأزمات لتعويض الانخفاض الذي طرأ على الإنتاج. وبنت الرياض خمس منشآت تخزين ضخمة تحت الأرض في مناطق عدة من البلاد قادرة على استيعاب عشرات ملايين البراميل من المنتجات البترولية المكررة على أنواعها.
لكن يُمكن للحادثة أن تهزّ ثقة المستثمرين، مع اقتراب موعد طرح جزء من أسهم المجموعة للاكتتاب العام الأولي. وتأمل الحكومة السعودية بجمع مئة مليار دولار استناداً إلى قيمة الشركة التي تقدر بـ2 ترليون دولار، في عملية تأجّلت مراراً لعوامل عدّة بينها انخفاض أسعار النفط.

A satellite image shows thick black smoke rising from Saudi Aramco's Abqaiq oil processing facility Source: AAP/Planet Labs Inc
وأنفقت السعودية المليارات على المعدات العسكرية لكن الأحداث الأخيرة تسلّط الضوء على أن بنيتها التحتية لا تزال عرضة للهجمات. وبينما يصعب استهداف آبارها النفطية المنتشرة في مناطق واسعة، إلا أن منشآتها العديدة لمعالجة النفط تعدّ هدفًا أسهل بكثير.