شنت إسرائيل غارات منسقة عبر أربع مدن شمالية في الضفة الغربية المحتلة - جنين ونابلس وطوباس وطولكرم - حيث ركز الجيش الإسرائيلي الكثير من عملياته الأخيرة.
وقال الجيش إن قواته قتلت تسعة مسلحين بينما أبلغ الهلال الأحمر الفلسطيني عن 10 وفيات في الضفة الغربية، حيث تصاعد العنف منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل.
وقال الهلال الأحمر إن القوات الإسرائيلية قتلت 10 أشخاص وأصابت 22 في الغارات. وقال رئيس المكتب في الضفة الغربية يونس الخطيب إن سيارات الإسعاف تعرضت لنيران إسرائيلية وأن «أحد الموظفين أصيب».
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إن العمليات الإسرائيلية تمت «بالقرب من أربعة مستشفيات» وأن بعضها على الأقل «تم تطويقه»، مما أثر على حركة الفرق الطبية.
وقالت الأجنحة المسلحة لفصائل حماس والجهاد الإسلامي وفتح في بيانات منفصلة إن مسلحيها يفجرون قنابل ضد مركبات عسكرية إسرائيلية في جنين وطولكرم وفارعة، وهي بلدة في وادي الأردن.
كما احتدم العنف في قطاع غزة، حيث أفادت وكالة الدفاع المدني عن مقتل 12 شخصًا على الأقل في الضربات الإسرائيلية، وفي لبنان حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل ناشطًا فلسطينيًا «مهمًا».
وفي الضفة الغربية، قال مسؤول في بلدية طولكرم إن حجم الدمار كان «كبيرًا جدًا».
وقال حكيم أبو صفية لوكالة الأنباء الفرنسية إن القوات الإسرائيلية «هاجمت البنية التحتية، ولا سيما في مدينة طولكرم ومخيم نور شمس» و «دمرت» أنظمة المياه والصرف الصحي.
هذا وينفذ الجيش الإسرائيلي غارات يومية في الضفة الغربية، التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، ولكن من النادر أن تحدث هذه الغارات في مدن متعددة في وقت واحد.
وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن الغارات الإسرائيلية تهدد «بتعميق الوضع الكارثي بالفعل» في الضفة الغربية.
فمنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، قتلت القوات الإسرائيلية أو المستوطنون ما لا يقل عن 637 فلسطينيًا في الضفة الغربية، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة، وقتلت الهجمات الفلسطينية ما لا يقل عن 19 إسرائيليًا، حسبما يقول مسؤولون.
وأعلنت الولايات المتحدة يوم الأربعاء فرض عقوبات على مجموعة مستوطنين إسرائيليين قالت وزارة الخارجية إنهم متورطون في أعمال عنف ضد الفلسطينيين وتهجير قسري لنحو 250 قروياً في وقت سابق من هذا العام.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه ينظر إلى العقوبات الجديدة «بأقصى قدر من الجدية»، وأنه «يتناقش في هذا مع الولايات المتحدة».
وبشكل منفصل، اعترف الجيش الإسرائيلي بأنه «فشل» في الرد في الوقت المناسب على هجوم للمستوطنين في 15 أغسطس أسفر عن مقتل فلسطيني في قرية جيت بالضفة الغربية.

Israeli soldiers during a raid in the Nur Shams camp for Palestinian refugees near the city of Tulkarem. Source: Getty / Jaafar Ashtiyeh/AFP
وقال دوجاريك إن مركبة للإغاثة الإنسانية تابعة للأمم المتحدة أصيبت بنيران الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء على الرغم من أنها كانت «جزءًا من قافلة تم تنسيقها بالكامل» مع الجيش.
ولم يكن لدى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أي تعليق فوري.
قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنه أوقف حركة موظفيه في غزة «حتى إشعار آخر» بعد الحادث «غير المقبول تمامًا».
أدت الهجمة الإسرائيلية المستمرة منذ ما يقرب من 11 شهرًا في غزة إلى هدم مساحات شاسعة من القطاع، وتشريد جميع سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريبًا عدة مرات، مما أدى إلى الجوع القاتل والمرض وقتل أكثر من 40,500 شخص.