توعّد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بالرد على الهجوم الإسرائيلي على لبنان "مهما كلف الثمن"، بعد ساعات من سقوط طائرة استطلاع وتفجير أخرى مسيرة في معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأوضح نصرالله في كلمة ألقاها عبر الشاشة أمام آلاف من مناصريه خلال احتفال حزبي في شرق لبنان إن "ما حصل ليل أمس هو هجوم بطائرة مسيرة انتحارية على هدف في الضاحية الجنوبية لبيروت."
وقال "لن نسمح بمسار من هذا النوع مهما كلف الثمن.. وسنفعل كل شيء لمنع حصوله" وأضاف على وقع هتافات مناصريه "أقول للجيش الاسرائيلي على الحدود، من الليلة قف قرب الحائط... وانتظرنا يوماً، اثنين، ثلاثة،أربعة"، مؤكداً أن "ما حصل ليلة أمس لن يمر."
واعتبر نصر الله ما جرى أنه "أول خرق كبير وواضح لقواعد الاشتباك التي تأسست بعد حرب تموز 2006"، التي انتهت بصدور القرار 1701 الذي أرسى وقفاً للأعمال القتالية بين لبنان وإسرائيل وعزز من انتشار قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان.

A photograph depicting Hezbollah leader Hassan Nasrallah lies amid damaged items inside the Hezbollah media office in the southern suburb of Beirut Source: EPA/NABIL MOUNZER
وقال نصر الله إن الغارات التي شنتها إسرائيل قرب دمشق استهدفت مركزاً لحزبه أيضا وأدت إلى مقتل عنصرين.
وقال نصرالله إن "المكان الذي تعرض للقصف لا يوجد فيه إلا شباب لبنانيين من حزب الله". وأوضح أنه عبارة عن "مركز لحزب الله، هو منزل وليس مكاناً عسكرياً."
العراق تحت النيران
أما في غرب العراق، تعرضت قافلة تابعة للحشد الشعب العراقي إلى قصف بطائرات مسيرة ما أدى إلى سقوط قتيل واحد على الأقل. واستهدفت الطائرات كتائب حزب الله العراقي المرتبط بإيران في محافظة الأنبار قرب الحدود السورية.
وقال بيان للحشد الشعبي إن "غربان الشر الإسرائيلية" عاودت استهداف الحشد الشعبي ما أدى إلى سقوط قتيل وجريح. وعرف البيان القتيل أنه "أبو علي الدبي، أحد أعضاء لجنة الصواريخ ومسؤول قاطع الكتائب في القائم، ومشترك بالعمليات العسكرية في سوريا ومعتقل سابق لدى القوات الأميركية".

This photo released by Popular Mobilization Forces shows shows the aftermath of a drone attack near Qaim border crossing with Syria, in Anbar province, Iraq Source: Popular Mobilization Forces via AP
وأضاف البيان أن الطائرتين المسيرتين ضربتا "في عمق الأراضي العراقية بمحافظة الأنبار" على بعد نحو 15 كيلومتراً من الحدود العراقية السورية.
تأتي هذه الضربة بعد أسابيع من تعرض أربع قواعد يستخدمها الحشد الشعبي لانفجارات غامضة خلال الشهر الماضي، كان آخرها الثلاثاء في مقر قرب قاعدة بلد الجوية. ورغم حديث وقتها عن تورط إسرائيل في تلك العمليات إلا أن قوات الحشد لم تصدر اتهاما رسميا لتل أبيب.
وألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأسبوع الماضي إلى ضلوع بلاده في الهجمات على الحشد الشعبي عندما سُئل عما إذا كانت إسرائيل وراء تلك العمليات فرد قائلا: "عندما قلت إن إيران ليس لديها حصانة في أي مكان، عنيت ذلك"، مضيفا "نحن نتحرك ضدها حيث كان ذلك ضرورياً".

Israeli Prime Minister Benjamin Netanyahu delivers his speech during meeting with businessmen in Kyiv, Ukraine. Source: (AP Photo/Efrem Lukatsky)
وقبل التصعيد الأخير قصرت إسرائيل استهدافها لأهداف مرتبطة بإيران على سوريا فقط. ولكن نتنياهو قال إن الهجمات الأخيرة استهدفت "إجهاض محاولة إيرانية بقيادة فيلق القدس إنطلاقا من سوريا لشن هجوم على أهداف في شمال إسرائيل." وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي محذرا "أي دولة ستسمح باستخدام أراضيها للعدوان على إسرائيل، ستواجه العواقب".