Feature

"القدس عاصمة لإسرائيل": من الذي خذل فلسطين؟

نرصد لكم ردود الأفعال على المستويين الشعبي والرسمي في أستراليا

Muslim Australians

Source: Getty Images

شهد قطاع غزة تطورات دموية تزامنا مع تدشين السفارة الأمريكية في القدس، حيث اندلعت مواجهات بين الفلسطينيين على حدود قطاع غزة مع اسرائيل وأسفرت عن مقتل 58 فلسطينيا وإصابة 2400 شخص بجروح.

و يتزامن نقل السفارة مع الذكرى السبعين "لقيام دولة اسرائيل" وتهجير أكثر من 760 ألف فلسطيني في حرب 1948.

آراء الجالية العربية في أستراليا

برنامج Good Morning Australia الذي يذاع يوميا من الساعة 6-9 صباحاً سأل المستمعين عن من برأيهم خذل فلسطين وعلى من تقع مسؤولية ما حدث اليوم.

الآراء جاءت متباينة، فالبعض القى اللوم على حماس والبعض الآخر القى اللوم على الأنظمة العربية والفلسطينية. وبرغم تباين الآراء الا ان الجميع عبّروا عن حزنهم واستيائهم لما يحصل في فلسطين.
"حماس وفتح وكل فلسطيني وكل عربي وكل مسلم وكل مسيحي وكل انسان حر يتحمل المسؤولية"
أيدي، وهو أحد المستمعين يعتبر ان اللوم يقع على السلطة الفلسطينية. "هذا يوم حزين ومؤلم لكل انسان حر، وليس فقط لكل مسلم أو فلسطيني. الظلم واضح ولا يحتاج الى تدقيق او تبرير، ولكن القوة الإقليمية والعالمية تشاهد ما يحصل". وأضاف "السلطة الفلسطينية هي الملامة على ما يحصل (...) والحل هو تغيير هذه القيادة الفاشلة".

أما غسّان فيضع اللوم على حماس وأطراف أخرى. "نعم حماس وفتح وكل فلسطيني وكل عربي وكل مسلم وكل مسيحي وكل انسان حر يتحمل المسؤولية. اذا وضعنا أنفسنا مكان الأمريكيين والإسرائليين فالآن هو أفضل وقت لهم لنقل السفارة والعاصمة، فالفلسطينيين مفككين، عربيا الكل منشغل بكيفية تعزيز قيادته وشؤونه الداخلية". وأضاف ان العرب " مقيدين أيديهم بأنفسهم" بسبب الأوضاع الداخلية. فبرأي غسّان كانت مصر لتكون قادرة على التهديد بالغاء اتفاقية السلام  وطرد السفير الإسرائيلي، لو كانت تنعم بالاستقرار والأمر ذاته ينطبق على السعودية والدول العربية الأخرى بحسب رأيه.
Palestinians protesters pulling barbed wire fence installed by Israeli army along the border during clashes after protests near the border with Israel
Source: AAP
في المقابل تعتقد رندة ان ما يحصل في فلسطين لا علاقة له بوجود حماس "الناس تعبانة، وهم كأنهم أموات، ان كان بوجود حماس او بدونها لذلك الأمر ليس بيد حماس. القضية أكبر من هذا، يريدون (في اشارة الى أمريكا وإسرائيل) ان يقضوا على اي شيء اسمه مقاومة، يريدون ان يجعلوا الناس تنسى انه لنا حق عند الإسرائيليين. الناس تعبت ومعها كل حق ان تفعل هكذا (تتظاهر) وأكثر من هكذا".
"جنوب أفريقيا أكثر عروبة من العرب"
من جهته يعتبر خالد ان ما يحصل هو نتيجة "طبيعية لتخاذل العرب والسلطة الفلسطينية"، وأضاف خالد ان "جنوب أفريقيا أكثر عروبة من العرب"، لأنها استدعت سفيرها لدى اسرائيل على خلفية احداث غزة.

أما عصام فاعتبر ان الحل لا يمكن ان يكون سلميا "القدس ستبقى عربية طالما الدماء تنزف لإسقاط المشروع الصهيوني في بلادنا. للأسف الشعب العربي والأنظمة العربية بالأخص، عندما رضيت ان تكون ذليلة، فاستباح الأمريكاني والإسرائيلي ببلادنا".

ردود الفعل الأسترالية الرسمية

Malcolm Turnbull, left, and Julie Bishop
Prime Minister Malcolm Turnbull (left) and Foreign Minister Julie Bishop speak to the media during a press conference at Parliament House in Canberra. Source: AAP
اعتبر رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم تيرنبول أنّ حماس تسعى لإثارة ردة فعل قوات الدفاع الاسرائيلي ودفعها نحو المواجهة. وبعد يوم دام شهدته الاراضي الفلسطينية في الذكرى للنكبة الفلسطينية و الذكرى السبعين لقيام دولة اسرائيل الذي تزامن مع افتتاح السفارة الأمريكية في القدس والاعتراف بالقدس عاصمة للدولة العبرية، أضاف تيرنبول في لقاء اذاعي مع راديو 3AW أنّ خسارة اي روح مأساة في هذه الأوضاع.

ويشار إلى انّ  تيرنبول عاد اليوم ليؤكد انّ حكومته لا تنوي أن تسير على خطى الولايات المتحدة ولن تقوم بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.

بدورها عبّرت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب عن اسفها وحزنها بعد أن قضى ثمانية وخمسين فلسطينياً في المواجهات الأخيرة وجرح الآلاف.

وفي بيان صادر عن وزيرة الخارجية قالت الأخيرة: "ندرك أن لإسرائيل مخاوف أمنية حقيقية وأنها بحاجة لحماية مواطنيها. وندعو اسرائيل إلى أن تستخدم الرد المناسب وتبتعد عن استخدام القوة المفرطة".

و أضافت بيشوب في بيانها: "نحث المتظاهرين الفلسطينيين على الابتعاد عن العنف وتجنب دخول الأراضي الاسرائيلية خلال مسيرة العودة". وبحسب بيشوب فإنّ الأحداث الأخيرة تؤكد الحاجة للعودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل الدولتين.
Izzat Salah Abdulhadi
Palestinian Ambassador to Australia Izzat Abdulhadi Source: Palestinian Embassy
أما رئيس البعثة الدبلوماسية الفلسطينية لأستراليا ونيوزيلندا الدكتور عزت عبد الهادي فقال في حديث لإذاعة اس بي اس عربي24 أن السلطة الوطنية الفلسطينية لم تعد تعتبر الولايات المتحدة راعياً لعملية السلام والتي لا تزال متوقفة منذ 3 سنوات واشار الى نية عقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة دول عدة بهدف الضغط على اسرائيل لتحريك عملية السلام. 

وأضاف عبد الهادي أن السلطة الفلسطينية تنوي المباشرة باجراءات الانضمام بشكل فوري الى العديد من المنظمات الدولية والتابعة للأمم المتحدة، مشيراً الى ضرورة تفعيل دور محكمة الجنايات الدولية لمحاسبة اسرائيل على تجاوزاتها للقانون الدولي.

ردود الفعل الفلسطينية والإسرائيلية الرسمية

من الجانب الإسرائيلي، فدافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن استخدام القوة على الحدود مع قطاع غزة بعد أن قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 58 متظاهرا فلسطينيا وجرح الآلاف.
وقال نتنياهو في تغريدة "كل دولة لديها التزام بالدفاع عن حدودها. حركة حماس الارهابية تصرح بان هدفها تدمير دولة اسرائيل وترسل الاف الى السياج الامني لتحقيق هدفها (...) سنواصل العمل بحزم لحماية سيادتنا ومواطنينا".
Palestinian President Mahmoud Abbas
Palestinian President Mahmoud Abbas speaks during a meeting of the Palestine Liberation Organization (PLO) executive committee. Source: EPA/ALAA BADARNEH
وعلى الجانب الفلسطيني، ادان الرئيس الفلسطيني محمود عباس  "المجازر"  في قطاع غزة واعتبر عباس ان الولايات المتحدة "لم تعد وسيطا" في الشرق الاوسط، بعد نقل السفارة.

وأكد عباس ان الفلسطينيين لن يقبلوا بأي اقتراح اميركي " لن نقبل منهم ولن نسمع منهم حتى لو جاؤوا باحسن من هذا. وحدهم لن نسمع منهم اي صفقة او حديث سياسي على الاطلاق. هذه سياستنا ونحن متمسكون بهذه السياسة".

وبالعودة الى آراء الجالية العربية في أستراليا، روى محمد (احد المستمعين) قصة عائلته في فلسطين وتحدث عن ندم والدته.

"عندما قام الإحتلال الصهيوني بالهجوم على فلسطين في 1984 عائلة ابي قرروا الثبات في فلسطين حتى الموت، وأصبحوا الآن عرب إسرائيل 48، فبقوا في الأرض ولا تزال أملاكهم موجودة. عائلة أمي ايضا قاوموا ولكن قرروا الرحيل وأصبحوا لاجئين في المخيمات الفلسطينية في لبنان. فالآن أمي تقول يا ليت بقينا في فلسطين ومتنا هناك ولم نغادر ونعيش الذل الذي عشناه في اللجوء".

وأكمل محمد "عرب اسرائيل يعملون على القضية الفلسطينية بطريقة شرعية وتحت ضوء الشمس. ومازالوا يعملون حتى الآن في ذات العقلية على انه لا بد من مقاومة الاحتلال حتى ولو عندنا جنسيات اسرائيلية".

أنطوان عبّر عن رأيه فيما يحصل في فلسطين بقصيدة ألقاها في البرنامج: "نكبة فلسطين اليوم عمرها  صار 70 سنة،  يا للعيب يا للعار، 70 سنة اليوم عمر القضية... والطفل اللي عمرو يوم صار ختيار. قضى العمر مشتت ومن دون هوية، حامل بجيبو مفتاح هاك الديار، لاجئ على أرض لبنان او ارض سوريةـ عم يحلم ليل نهار. ناطر تساعدوا الجامعة العربية، وهيئة الأمم ومعها صحاب القرار... من ميل في عباس واسماعيل هنية وتاني ميل دول البترو دولار. عم يصرخ بوجهن من الصبح لعشية، ويندب بحظه ويلعن وعد بلفور. وعهد التميمي الشقراء الصبية، وأحمد الدرة اثنين جوز قمار، ضوّو شمس فلسطين الأبية وجابهوا المحتل والحديد والنار بصدورهن الغضّة الندية، أيقونة على صدر القدس والثوار".

 

حمّل تطبيق أس بي أس الجديد على للإستماع لبرامجكم المفضلة باللغة العربية.


شارك
نشر في: 15/05/2018 3:18pm
آخر تحديث: 18/05/2018 7:13pm
By May Rizk
المصدر: SBS Arabic24, AAP, Reuters