أكد رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي أن أستراليا ستستضيف قمة المجموعة الأمنية الرباعية العام المقبل.
يأتي ذلك بعد أن أجرى ألبانيزي محادثات رفيعة المستوى مع رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي - في طوكيو اليوم، مع التركيز على أمن المحيطين الهندي والهادئ.
أخبر ألبانيزي قادة المجموعة الرباعية أن أولويات حكومته تتماشى مع أجندة الرباعية، بما في ذلك العمل على قضية تغير المناخ وبناء منطقة المحيطين الهندي والهادئ أقوى وأكثر مرونة.
وقال في كلمته الافتتاحية في طوكيو "بينما نجتمع اليوم، أقر بكل ما حققته المجموعة الرباعية".
"الوقوف معًا من أجل منطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومنفتحة ومرنة، والعمل معًا لمواجهة أكبر تحديات عصرنا، بما في ذلك تغير المناخ وأمن منطقتنا".
أشار ألبانيزي إلى أنه سيواصل الوقوف إلى جانب الحلفاء المتقاربين في التفكير حيث تركز أستراليا مجددًا على منطقة المحيطين الهندي والهادئ وجنوب شرق آسيا.
وقال في كلمته "تعاوننا مبني على القيم التي نتشاركها - الالتزام بالديمقراطية التمثيلية وسيادة القانون والحق في العيش بسلام".
"سوف نقف بحزم على قيمنا ومعتقداتنا، وعلى ما نعرف أنه سيعزز الازدهار والاستقرار في منطقتنا وما هو في مصلحة جميع دول منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
كما سعى ألبانيزي للتمييز عن سلفه سكوت موريسون في مجال العمل المناخي.
وقال "سنعمل على الاعتراف بأن تغير المناخ هو التحدي الاقتصادي والأمني الرئيسي للدول الجزرية في المحيط الهادئ".
"سنوفر المزيد من الطاقة والموارد لتأمين منطقتنا مع دخولنا مرحلة جديدة وأكثر تعقيدًا في البيئة الإستراتيجية للمحيط الهادئ."
علاوة على الأمن الإقليمي، سيركز اجتماع القادة أيضًا على إرساء مبادئ سلاسل التوريد، بما في ذلك المناقشات حول حقوق الإنسان بعد أن أصدرت الولايات المتحدة تشريعًا في ديسمبر/كانون الأول الماضي بحظر الواردات من منطقة شينجيانغ الصينية.
وتعثرت حملة مماثلة في أستراليا في ظل حكومة موريسون على الرغم من التوصية من قبل لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية.
سيكون هناك أيضًا تركيز على أسواق الاتصالات لشبكات 5G و 6 G لمواجهة الهيمنة الصينية في هذا المجال بالإضافة إلى تغير المناخ واحتياجات البنية التحتية والتعاون في الإغاثة في حالات الكوارث.
مازح الرئيس الأمريكي بايدن نظيره الأسترالي حول ارتقاء ألبانيزي العاصف إلى منصب رئاسة الوزراء.
قال بايدن لألبانيزي ممازحا: "لقد حلفت اليمين وركبت الطائرة، وإذا نمت أثناء وجودك هنا في الاجتماع، فلا بأس بذلك".

Australian Prime Minister Anthony Albanese, U.S. President Joe Biden, Indian Prime Minister Narendra Modi and Japanese Prime Minister Fumio Kishida Source: AAP
وفي سياق متصل، أشار الرئيس الأمريكي إلى أن الشراكة تتعلق بالديمقراطية ضد الاستبداد.
وقال بايدن "نحن نمر بوقت مظلم في تاريخنا المشترك. تسببت الحرب الروسية الوحشية ضد أوكرانيا في كارثة إنسانية".
"يجب دائمًا الدفاع عن المبادئ الأساسية للنظام الدولي، والسلامة الإقليمية والسيادة، والقانون الدولي، وحقوق الإنسان، بغض النظر عن مكان انتهاكها في العالم".
كما أجرت بيني وونغ وزيرة الخارجية مباحثات ثنائية مع نظيريها في الولايات المتحدة والهند على هامش قمة طوكيو.
وركزت الاجتماعات على النفوذ الصيني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بما في ذلك تطورات اتفاقها الأمني الجديد مع جزر سليمان، فضلاً عن التحديات التي تشكلها قضية تغير المناخ.
وقالت وونغ "ناقشنا ما حدث في المحيط الهادئ وجزر سليمان وأهمية العمل مع شركاء آخرين لتأمين المنطقة".
كما سيجري ألبانيزي محادثات ثنائية فردية مع القادة طوال يوم الثلاثاء.
والتقى بايدن برئيس الوزراء كيشيدا حيث كشف النقاب عن اتفاقية الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيط الهندي والهادئ، والذي يضم عشرات الشركاء المبدئيين الذين يشكلون 40 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
تشمل الاتفاقية كل من أستراليا ونيوزيلندا واليابان والهند وإندونيسيا وكوريا الجنوبية وماليزيا والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام وبروناي.
يأتي ذلك بعد أن أدانت أستراليا روسيا إلى جانب الولايات المتحدة واليابان في بيان من سبع دول يوم الإثنين عقب منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، حيث لم يصدر بيان مشترك.
من غير المرجح أن يدين البيان الرسمي الرباعي روسيا صراحة على غزوها لأوكرانيا. رفضت الهند إدانة الغزو صراحة بسبب تجارتها العسكرية الوثيقة مع الكرملين.
الصين تلمح إلى احتمال ذوبان الجليد في علاقتها الفاترة مع أستراليا
في وقت سابق، ذكرت وسائل الإعلام الحكومية في بكين أن رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ أرسل رسالة تهنئة إلى أنتوني ألبانيزي، منهية بذلك جمودا استمر لمدة عام في الاتصالات الدبلوماسية بين البلدين.
وقال رئيس مجلس الدولة الصيني، وفقا لما نقلته وكالة أنباء شينخوا التي تديرها الدولة، إن "الجانب الصيني مستعد للعمل مع الجانب الأسترالي لمراجعة الماضي، والنظر إلى المستقبل ... لتعزيز النمو السليم والمطرد لشراكتهما الاستراتيجية الشاملة".
هذا وقد تصاعدت التوترات بين البلدين في العامين الماضيين بعد أن دعت كانبرا إلى إجراء تحقيق مستقل في أصل جائحة فيروس كورونا وحظرت عملاق الاتصالات هواوي من بناء شبكة 5G في أستراليا.

Chinese Premier Li Keqiang Source: AAP
استجابت الصين - أكبر شريك تجاري لأستراليا - بفرض رسوم جمركية على وارداتها الأسترالية من أكثر من اثنتي عشرة صناعة رئيسية، بما في ذلك النبيذ والشعير والفحم.