عندما اشترت رضوى العبيد وزوجها منزلاً في أستراليا العام الماضي شعرا بإحساس بالأمان لم يجربوه منذ ما قبل اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011.
النقاط الرئيسية
- يعد فهم المواد المستخدمة في صنع وتأثيث المنازل في أستراليا أحد الاختلافات العديدة التي يمكن أن تضع المهاجرين الجدد في وضع صعب
- معلومات الصحة والسلامة التي يتم تقديمها باللغة الإنجليزية من خلال القنوات التقليدية يمكن ألا تصل إلى الجاليات متعددة الثقافات
- تم تحضير ثلاثة مقاطع فيديو بلغات متعددة حول السلامة من الحرائق وعلى الطرق استنادًا إلى تجارب من الحياة الواقعية للمهاجرين الجدد
قالت العبيد لأس بي أس :"لم أكن خائفة أو قلقة من القنابل. أستيقظ في الصباح وأنا أشعر بالراحة".
تعرض المنزل السابق للعبيد – وهي أم لسبعة أطفال – في حمص غربي سوريا للقصف بعد فرار الأسرة إلى الأردن حيث لجأت قبل مجيئها إلى أستراليا في عام 2016.
ساعدها الانتقال إلى منزل في شمال أديلايد على استعادة ثقتها بنفسها والاندماج في روتين الحياة مرة أخرى.
ولكن بعد ستة أشهر فقط واجه استقرارها الجديد تحديا بسبب حريق اندلع في جدار غرفة المعيشة.
تسبب الحريق في تدمير جزء كبير من مساحة المعيشة وتسبب بانهيار جزء من السقف.
تقول العبيد: "لقد أزعجني هذا لأنه ذكرني بالصدمة القديمة التي بدأت في الحرب".
"لقد كان وقتا صعبا للغاية بالنسبة لي ولعائلتي لأننا لم نكن نتمتع بأي خبرة في [حرائق المنازل]. الأمر مختلف في سوريا لأن الخرسانة لا تحترق بسهولة في حريق المنزل، ربما تنهار بسبب قنبلة لكن لن تحترق بسهولة من النار."
ويعد فهم المواد المستخدمة في صنع وتأثيث المنازل في أستراليا أحد الاختلافات العديدة التي يمكن أن تضع المهاجرين الجدد في وضع صعب عندما يتعلق الأمر بالسلامة من الحرائق.
وفي حين تقول منظمة South Australian Metropolitan Fire Service إنه لا توجد بيانات إحصائية تُظهر أن مجتمعات المهاجرين أكثر عرضة للخطر من عامة السكان، فإن وعيهم بالسلامة من الحرائق المنزلية أقل من المتوسط.
كما أن معلومات الصحة والسلامة التي يتم تقديمها باللغة الإنجليزية من خلال القنوات التقليدية يمكن ألا تصل إليهم أيضا.
وتتعاون جمعية Australian Refugee Association ومقرها جنوب أستراليا مع جامعة أديلايد حالياً على تطوير مادة معلوماتية حول السلامة بنهج جديد.

Radwa Alobaid (second from left) with her family in Adelaide. Source: SBS News
بدلاً من استخدام طريقة تواصل من الأعلى للأسفل، سأل المسؤولون عن المبادرة المهاجرين عن مخاوفهم المتعلقة بالسلامة وابتكروا نهجًا يعمل من الأسفل إلى الأعلى.
وتم حتى الآن إعداد ثلاث مقاطع فيديو بلغات متعددة حول السلامة من الحرائق وعلى الطرق استنادًا إلى تجارب من الحياة الواقعية للمهاجرين الجدد.
ويعد حريق منزل عائلة العبيد الأساس لأحد مقاطع الفيديو.
وساعد الدكتور سكوت هانسون-إيزي من كلية الصحة العامة بجامعة أديلايد في تطوير المبادرة.
ويقول هانسون-إيزي: "يحب الناس أن يروا ثقافتهم ممثلة وتتخاطب معهم".
"عندما يحدث ذلك يستمع الأشخاص ويشعرون بالاحترام وغالبًا ما يأخذ الأشخاص المعلومات ويستخدمونها ليكونوا أكثر أمانًا."
ويتضمن أحد مقاطع الفيديو عن سلامة السائقين باللغة البورمية تجربة المعلمة المجتمعية فيث كوبليان التي شعرت بالحيرة عندما ألقى سائق آخر باللوم عليها عندما اصطدم بسيارتها.

Faith Khuplian Source: SBS News
تقول كوبليان: "لم يكن لدي أدنى فكرة عما يجب أن أفعله في ذلك الوقت لأنني لم أحصل على المعلومات مطلقًا".
"نعم، لقد قرأت القليل باللغة الإنجليزية ولكن في نفس الوقت كان من الصعب حقًا بالنسبة لي معرفة ما يجب القيام به في تلك اللحظة."
وجدت كوبليان أن أفراد جاليتها الآخرين يفتقرون أيضًا إلى المعرفة بقواعد الطرق الأسترالية ومسؤوليات السائق، وتقول إن بعض المهاجرين لا يذهبون عادةً إلى مواقع الإنترنت أو كتيبات المعلومات للحصول على معلومات عن السلامة.
ويقول هانسون-إيزي إن النموذج المستخدم في تحضير مقاطع الفيديو يمكن تطبيقه على نطاق واسع لإيصال معلومات السلامة المهمة حول أي موضوع تفشل فيه الرسائل الحكومية في الوصول إلى الفئة المستهدفة.